(٢) وصف ابن الزبير مجلسه الوعظي فقال: "نبيل المنزع في وعظه، يفتتح مجالسه بالتفسير بعد الخطب، ويوسط بذكر شيء من أخبار الصالحين، وبعض فصول من كلام ابن الجوزي، ويختم بفصل من السير، هكذا أبدًا لا يخرج عن عادته فيه، مع إحراز التناسب والالتئام في الأغراض الثلاثة، وتفسيره في مجالسه على التوالي يبدأ اليوم من حيث انتهى أمس، ولا يغيب يومًا إلا لعارض، وكلامه في ذلك كله منتقى مستوفى يشهد بحسن اختياره وتقدمه في فنه ولم يكن عنده كتاب يستعين به على كل ما كان بسبيله فيما اطلعت عليه من حالة، سوى خطب من كلام شيخه أبي الفرج ابن الجوزي في سفر بخطه، مع تأليف له سماه: مصباح الواعظ، ذكر فيه من وعظ من الصدر الأول، وما ينبغي للواعظ ويلزمه إلى ما يلائم هذا مختصرًا جدًا، وقفت على هذا التفسير بجملته باستعارته منه". ثم أشار بعد هذا إلى "حرص كان فيه في باب التكسب بتحرفه الوعظي نفر عنه بعض أصحابنا".