للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِطفَ انطباعِكمُ [المختال، وأستمِدَّ] عُنصرَ طِباعِكم السَّيّال، وأتقاضَى منكم دَيْنًا ما أحملُ اللومَ [فيه إلا على] صَرْفِ اللّيال، فبعثتُ بهذه الرُّقعة على ما تَرَوْنَ بها من جَدْبِ [أديمِها، فليس لمُنتجع] في مُصُوح هشيمِها مراد، ولا لمتطلِّع في تصفُّح مرسُومِها [مُستفاد، ....] بخواطِوها شوقًا لمَواطِوِها رَقَصَ الآل، تشيرُ بمعطَّل جِيدِها، [إلى ناظم] قلائدِ النَظم ومُجيدِها، إشارةَ من راقَها لديه لألاءُ اللآل، فكيف بها إذا [قَرَعت] ففُتِح لها الباب، وكرَعَت في فمِ ذلك العُبَاب، واشتَمَلت من مَصُونِ ذخائرِه [على] اللُّباب، فهنالك تَبرُدُ الأُوام، وتَندَى بفُرادى من فرائدِ البديع وتُوام، ولا تزالُ تمرِّحُ بالثناءِ عليكم مترنِّمة، كورقاءَ في فروع الأيكِ مُهَيْنِمة، وفي دَوْحِ سرَاوتكم إن شاء اللهُ تجدُ الظّلال، وترِدُ الزُّلال، وتحُلُّ حيث حَلَّ من وَسْنى المُقَل الخَيال، فتصَدَّقْ عليها وأوفِ المِكيَال، واللهُ يُهنيكم ما مَنَحَكم من محاسنَ رائقةٍ وخِلال، ويُقِيدُ في آياتِ السحر الحلال، وسلامُ الله عليكم ما انحسَرَ قناعُ الغَيْم عن جَبينِ هلال، ولبَّى المُحرِمونَ بإهلال، ورحمةُ الله وبركاتُه.

فأجابَه أبو عبد الله ابنُ العابِد بهذه الرّسالة [من الطويل]:

إذا قيلَ: مَن ربُّ القَريضِ الذي لهُ ... يَدينُ؟ فقُلْ: عبدُ الكريم ابنُ عِمرانِ

حَبَاني برَوْض من نتيجةِ فكرِهِ ... يَرُوقُ به للنظم والنثر زهرانِ

ونزَّهَني في خطِّه وبيانِهِ ... فمن سامعٍ مُصْغ إليه ومن رانِ

كسَاني به فخرًا تهنَّأتُ لُبْسَهُ ... ومن لُبْس أثوابِ الإجادة أعراني

أيُّها البحرُ الوَهُوب لفُرادى الجواهرِ والتَّوام، والحَبْرُ اللَّعوب بأطوافِ الكلام، وُقيتَ عينَ الكمال، وبَقِيتَ محروسَ الجمال، تتأنقُ لمن بارالك في ارتيادِ البراعة، وتسبِقُ مَن جاراك بجيادِ اليَراعة، وتتبختَرُ من ملابِس السعادة في مُوَشَّى برودِها، وتظفَرُ من أوانِس الآمالِ المنقادةِ بشهيِّ برودِها، وَصَلتْني رُقعتُك التي

<<  <  ج: ص:  >  >>