للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له هو وأبو عبد الله الشارِّيُّ، وأبو القاسم مَوْلى ابن أباقا، وأبَوا محمد: ابنُ حَوْطِ الله وعيسى بن سُليمان الرُّنْدِيُّ. وله شيوخٌ غيرُ هؤلاء.

رَوى عنه بَنُوه (١) وغيرُ واحد. وكان محدِّثًا ناقدًا، بصيرًا بعلم الحديث، ذاكرًا لرجالِه، حافظًا لمتُونِه، مُشرِفًا على معانيه، جميلَ الخَطّ متقِنَ التقييد، جميلَ الشّاوةِ حسَنَ المشاركة ممتِعَ المجالسة، حريصًا على العلم، أنفَقَ جُل عُمرِه في اقتناءِ [الكُتُب (٢)، ثم أصابه] التعرُّضُ لِما لا يَعْنيه من الأمورِ السُّلطانية والاقتحام [لغوائلِها حين داخَلَ السيّدَ أَبا] حَفْص بنَ أبي محمد عبد العزيز بن أبي يعقوبَ بنٍ عبد [المؤمن في القيام على الرّشيدِ] من بني عبد المؤمن، وفاوَضَه في ذلك مشافهةً ومكاتبةً، [وكتَبَ إليه مرّةً بطاقةً] ببعضِ ما كان بينَهما من ذلك الأمرِ (٣) ودفَعَها إلى فتاهُ ليُوصلَها [إليه، وقال] له: احمِلْها إلى باب السَّرّاجين (٤)، وهو حيثُ سُكنى أبي حَفْص، فحَمَلَها [إلى باب] القَرّاقين (٥)، وهو بابُ الصَّرفِ من القَصْر، ودفَعَها إلى الحاجبِ عَنْبر الصًّغير (٦)، فحَمَلَها إلى الرّشيد، وكان ذلك بقُربٍ من بعضِ المواسِم، فلمّا أعلَمَ الحاجبُ الرَّشيدَ بو [صُول البطاقة] من قِبَل المومنانيِّ وقَعَ في نفسِه أنها تذكِرةٌ بما جَرَت به العادةُ معَ مثلِه من [الإحسانِ] (٧) في


(١) المعروف من بنيه أبو عبد الله محمد الذي سترد ترجمته في هذا السفر.
(٢) في أعلام مالقة: "وكان عنده من الكتب ما لم يكن عند أحد، أدخل إلى مالقة فوائد وكتبًا لم يشاهدها قبلُ أحد من أهلها".
(٣) في البيان أن الرشيد ولى السيد المذكور ولاية عظيمة وأمره بالخروج بالعسكر إلى جهة هسكورة وغيرِها فكتب إليه المومناني براءة بخط يده يهنئه فيها بولايته وأنها إن شاء الله لخلافة تكون أو كلام يدل على هذا.
(٤) في البيان أنه باب السراجين القديم الذي كان بمقربة من جامع الكتبيين من سور الحجر.
(٥) وإن يعرف أيضًا بباب السراجين ثم أصبح يعرف بباب القراقين. انظر البيان.
(٦) في البيان: القائد أبو المسك، ولعلها كنية المذكور عند المؤلف.
(٧) في البيان أن المومناني كانت له حظوة عند الرشيد يأمر له في المواسم والأعياد بجزيل الخير والإحسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>