للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَمِع بسَبْتةَ على الرئيس الفقيه أبي القاسم العَزَفيِّ سيرةَ رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، و"الدُّرَّ المنظَّم"، من تأليفِه، مرّات، وأجازَهما له. وأجاز له بها أبو العبّاس بن محمد المَوْرُوريُّ، وأبو عَمْرٍو عثمانُ بن محمد العَبْدَريُّ ابنُ الحاجّ، وسَمِع بها على أبي مَرْوانَ محمدِ بن أحمدَ الباجِيّ، وفي وِجهتِه صَحِبَه (١) إلى المشرِق (٢).

وبدمشقَ على أبي عبد الله محمد بن أبي جعفرٍ أحمدَ بن عليّ بن أبي بكر بن إسماعيلَ القُرطُبيِّ، وأبي العبّاس أحمدَ بن يوسُفَ ابن زِيري التِّلِمْسينيّ، وأبي عَمْرٍو عثمانَ بن عبد الرّحمن ابن الصَّلاح (٣)، وأبي نَصْر محمدِ بن هبة الله بن مَمِيل (٤). وناوَلَه بها أبو محمدٍ عبدُ الرّحمن بن أبي القاسم بن عبد الرّحمن بن عبد المُنعم، وأجازوا له، وأجاز له أبو الحَسَن بن أبي عبد الله بن أبي الحَسَن ابن المُقَيَّر، وأبو عبد الله بن يوسُف البِرْزَاليُّ، وعبدُ العزيز بن عثمانَ بن أبي طاهرٍ الإرْبِليُّ وعثمانُ بن عُمرَ المالِكيّ.

رَوى عنه غيرُ واحد من أصحابِنا. ولقِيتُه بسَبْتةَ وحاضَرتُه كثيرًا وبايَتُّه وشاهدتُ من ذكائه وحضورِ ذكرِه [ما يَقضي منه العجَب، وكان] تأريخيًّا حافظًا أكمَهَ، يخترقُ أزِقّةَ سَبْتةَ وربَضَها [دونَ اعتمادٍ على أحد، وسايرتُه] ببعضِ شوارعِها فربّما عَطَفَ بالترحُّم أو بالذِّكْر على زقاقٍ [أو مقبُرةٍ عند مُحاذاتِه إيّاهما] , وأُخبِرتُ عنه بعجائبَ أغربَ من هذا النوع (٥).


(١) في الأصل: "صحبته".
(٢) ترجمة المذكور في السفر الخامس (١٢٩٨) وقد ساق المؤلف مراحل رحلته الحجازية في الذهاب والإياب حتى مصر القاهرة حيث توفي، كما ورد خبر هذه الرحلة في إفادة النصيح لإبن رشيد: ٩٦ - ١٠٤ وفيها أن ابن الخضار لم يفارق أبا مروان إلى وقت وفاته.
(٣) في برنامج الوادي آشي ودرة الحجال أن المترجم سمع تأليف علوم الحديث لإبن الصلاح عليه بدمشق في رابع شوال أربعة وثلاثين وست مئة.
(٤) سمع عليه حسب ابن الزبير ثلاثيات البخارِي ومن أول الديوان إلى كتاب الإيمان.
(٥) مما يتصل بهذا ما ذكره ابن الزبير من أنه دخل الأندلس تاجرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>