للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتَبَ إلى عَلَم المَجْد وحَسَن المشاركة، الآخِذِ فيما يُسنَدُ إليه بالعزائم المباركة؛ المُنفِق جاهَه ونفائسَ مالِه، لمن أعلقَ به أسبابَ آمالِه؛ أبي زكريّا بن محمد بن مُزاحِم (١) [من الطويل]:

" [فدَيْناكَ إنّ الفضلَ منكَ سَجِيّةٌ] ... وأنت به بَدْءًا (٢) وعَوْدًا معوَّدُ

[إذا مَرَّ ذكْرٌ منك ترتاحُ] أَنفُسٌ ... وتهتاجُ أشواقٌ ويختالُ مشهدُ

[ويحيا بيحيى] مَن تفاءل باسمِهِ ... وذلك من مقلوبِهِ يتأكّدُ

[أتاك ابنُ] بنتِ الهاشميِّ محمدٌ ... وحَسْبُك فخرًا مِن نَماهُ محمدُ

شريفٌ له من ذاتِهِ شرَفٌ لهُ ... على النَّجم وهْو النَجمُ مَرْقًى ومصعَدُ

وإنك في بِرِّ الكرام لَأوحدٌ ... كما أنَّ هذا بينَهمْ هُو أوحدُ

وكيف لا وهو من الأَرومةِ السَّنِيّة، والدّوحة الحَسَنيّة، وَلَدتْه الرّسالة، فيا لَشَرفِ هذه الولادة، وشهِدَت لجدِّه أكبر السِّبْطَيْنِ بالسّيادة، وناهيك من منصِب هذه الشّهادة؛ وهو الشريفُ أبو فلان (٣)، مَن هو النَّجمُ سناءً وسنًا، والرَّوضُ ما شئتَ من ظِلٍّ وجَنَى؛ وقد رَكِبَ البِطاءَ والسّوابق، ونزَلَ المدارسَ والخوانق (٤)، واحتلّ الغَوْرَ والعَلَم، واستظلّ الضالَّ والسَّلَم [من الطويل]:

وشرَّق حتى ليسَ للشرقِ مشرِقٌ ... وغرَّب حتى ليس للغربِ مغربُ (٥)


(١) أبو زكريا يحيى بن محمد بن مزاحم الكومي -من كومية قبيلة عبد المؤمن- كان من رجال الرشيد الموحدي وبطانته، وقد عينه مشرفًا على دار الصناعة بسبتة، ولابن عميرة قصيدة في مدحه ضمن مجموع رسائله (البيان المغرب: ٣٥٠، رسائل ابن عميرة (مخطوط) الخزانة العامة بالرباط).
(٢) في الأصل: "برءًا".
(٣) في رسائل ابن عميرة: "وهو الشريف الأجل نجم الدين ابن مهذب الدين".
(٤) الخوانق: جمع خانقاه، وهي رباط الصوفية، والكلمة من المعرب المولَّد الذي استعمله المتأخرون.
(٥) البيت للمتنبي من قصيدته التي مطلعها:
أغالب فيك الشوق والشوق أغلب ... وأعجب من ذا الهجر والوصل أعجب

<<  <  ج: ص:  >  >>