للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"عُجالتي هذه رسمتُها خدمةً للنَّجم، المستمدِّ من نُورِ سيِّدِ العَربِ والعُجْم، زادَه اللهُ ائتلاقًا، وأبقَى للاعتناءِ به اعتلاقًا، ووَقَى كمالَه يَزينُ حجازًا وعراقًا، ويُنيرُ آثارَ الشّرفِ الذي أعرقَ فيه إعراقًا، وعندي لجلالِه ما يَعلَمُه يقينًا، وأنا أعتقدُ التوسُّلَ به إلى الله دينًا، ونَفْسي التي أستحقُّ ومَلَك، سالكةٌ بالحقيقة أنَّى سَلَك، وعلى عهدِه أُقيم، ما أقام الكهفُ والرَّقيم، واستقام الصِّراطُ المستقيم، ولعَقْدِ إضماري في محبّتِه العقدُ النَّظيم، ولله عليّ في تيسيرٍ يفي بلقائه المنّةُ الجسيمةُ والفضلُ العظيم، ولمخاطبتِه الكريمة من قلبي سُوَيْداؤه ومن عيني سُوادُها، وبها أفاخِرُ نفوسَ الأمجادِ التي بالنفائس مُفاخرتُها ومجِادُها، وهي نصيبي من الأيام، فلله موهوبُها ومُفادُها، وعندَها يُسمي إذا أدنى الأحبّةَ نأْيُها وبِعادُها، ومنها طِيبي، فكافوري قِرطاسُها ومِسكي مِدادُها، وقد وصَلَتْني منها صِلات، على بيتِ مهديها سلامٌ وصَلَوات، فحصلتُ على ذخائرِها الأخاير، ولهَجْتُ لهجَ المبشَّر بالبشائر، ونهَجْتُ سبيلَ الشُّكر لتشريفاتِها البواهي البواهر، وكان آخِرَها طلوعًا بأُفْقي، ومجيئًا على وَفْقي، الكتابُ المُعلِم بالانفصال من إشبيلِيَةَ إلى سَبْتةَ حرَسَهما اللهُ معًا، المُلمِعُ إلى جَلِيّة ما تَعرَّفَه ذلك الجلالُ مرْأًى ومستمَعًا، ورغبتي إلى شَرَفِه الأعلى في مُوالاةِ ما عوَّد من الإعلام، ووَعَدَ وإنْ شَطَّتِ النّوى من [إهداءِ التحيّة والسلام، وقد أبلَغْتُ] عن مجدِه كلَّ من أشار بالإبلاع إليه، وجميعُهم [شاكرٌ لذلك العلاءِ الذي اجتمَعَتِ] المآثرُ الهاشميّةُ لدَيْه، واللهُ يُنهِضُ الأُمّةَ بواجبِ ابن [نبيِّها الكريم، ويَصِلُ] للشّرفِ الحَسَنيِّ سُعودًا متلاصقةَ الحديثِ بالقديم، ويُصلِّي [على أهل البيتِ] النّبَويِّ صلاةً متضوِّعةَ النسيم، مورودةً بتسنيم التسليم، ومُعادُ [التحيّة والرحمة] عليكم أيُّها النَّجْمُ الثاقب، ما ازدهَتْ بكمُ المحامدُ وازدانتِ المناقب" (١).


(١) وردت هذه الرسالة أيضًا في مجموع رسائل ابن عميرة مخطوط رقم ٢٣٢ في الخزانة العامة بالرباط، وما بين معقوفين ممحو في الأصل وموجود في المخطوط المذكور.

<<  <  ج: ص:  >  >>