للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيهما: "لا تزالي" لحنٌ فاحش؛ لأنَّ الشاعرَ لم يُرِدِ الأمرَ ولا ما يَتنزَّلُ منزلتَه من الدُّعاء فيَنجزمَ الفعلُ لذلك بحَذْفِ نونِه، وصوابُه: لم تَزالي كما أنشَدَه أبو نَصْر الفتحُ بن عُبَيْد الله (١) في كتابِه "قلائدِ العِقْيان" (٢) وعَزا البيتَيْنِ إلى أبي جعفر ابن البِنيِّ اليَعْمُريّ (٣)، بباءٍ بواحدة مكسورة ونونٍ مشدَّد منسوبًا (٤)، قال أبو عبد الله


= وهي موجودة في خزانة القرويين بفاس. وقد عُني باختصار هذا الكتاب والاقتباس منه والتذييل عليه جماعة من المغاربة والمشارقة، منهم أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الأزدي الأشبيلي المعروف بابن الخراط، واختصاره أحسن من الأصل كما يقول الغبريني في عنوان الدراية (٢١)، وينقل عن هذا الاختصار كثيرًا ابن الشباط التوزري في صلة السمط، وتوجد من هذا الاختصار نسخة في الأزهر. ومنهم أبو عبد الله محمد بن علي الأنصاري المرسي الذي اختصره اختصارًا مفيدًا وقف عليه ابن الأبار (التكملة، الترجمة ١٦٢٠) وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الغساني الغرناطي، ووصف اختصاره ابن عبد الملك بالحسن ونقل عنه (السفر السادس، الترجمة ٩٣٣). وذيل عليه أبو محمد عبد الله بن قاسم الحرار وسماه: "حديقة الأنوار في تذييل اقتباس الأنوار" (التكملة، الترجمة ٢١٧٢) كما اختصره من المشارقة مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم البلبيسي، وسمى اختصاره: "القبس"، وتوجد منه مصورة في معهد المخطوطات بالجامعة العربية، وقد طبع. وانتقده القاضي أبو محمد عبد الحق بن عطية فردّ عليه الرشاطي بكتاب آخر وقف عليه ابن الأبّار بخطه. وترجمة الرشاطي في الصلة (٦٥١)، ومعجم الصدفي (٢٠٠)، وبغية الملتمس (٩٤٣)، ووفيات الأعيان ٣/ ١٠٦، وتاريخ الإِسلام ١١/ ٧٢٨، والوافي ١٧/ ٣٢٧.
(١) في ق: "عبد الله"، وكذلك في وفيات الأعيان. وانظر ترجمة الفتح في السفر الخامس من هذا الكتاب (الترجمة ١٠٢٠).
(٢) انظر القلائد (٢٩٧).
(٣) ترجمته في القلائد (٢٩٨)، والمطمح (٩١)، والمطرب (١١٨) وكناه أبا محمد، وأخبار وتراجم أندلسية (٣٧) وكنيته فيها أبو العباس، ومعجم البلدان في مادتي "بنّة" بالنون وأبذة، والمغرب ٢/ ٣٥٧ نقلًا عن القلائد. ووهم فوضع الترجمة تحت اسم أحمد بن عبد الولي. وذكر له صاحب المعجب أبياتًا في هجاء ابن حمدين، والخريدة ٤/ ٣٥٥.
(٤) نسبة إلى بنّة بالنون وهي حصن من أعمال الفرج كما في معجم البلدان (١/ ٥٠١). وروى السلفي عن البلغي الأندلسي، وعنه نقل ياقوت نسبته إلى أبْذة بالباء، واليعمري في نسبه يؤكد هذا فقد كانت أبذة بلد اليعمريين بالأندلس، وجعله المراكشي في المعجب من أهل مدينة جيان، وذلك تجوز منه إذ كانت أبذة من عمل جيان.

<<  <  ج: ص:  >  >>