تبسطناعلى اللذات حتى ... رأينا العفو من ثمر الذنوب وهذا معنى حسن يسقط اعتراض هذا المعترض. وأما الرابع وهو الذي قال أنه أقبحها وهو التضمين فقد وقع الجواب عنه: وكم من عائب قولًا صحيحًا ... وآفته من الفهم السقيم وأما ما ذكره من التنبيه وما توقعه من الوارد على كلام الشيخ حتى احتاج إلى أن يبدي ما فيه، فكلام الشيخ رحمه الله تعالى غني عن إرفاده، وما أورده غير محتاج إلى إيراده، فكلام الشيخ واضح، ومعناه الذي قصده لكل فهم صحيح لائح، فإنه رحمه الله إنما قصد مجاراة المعري في مأخذه في نقله كلام ابن المعتز حيث قال ما حاصله: إن الثريا آثرت أن يقتصر بها على تشبيهها بالقرط لأجل قرط هذه المرأة ففعل الشيخ ذلك بالقدم وأن الثريا آثرت الاقتصار بها على تشبيهها بالقدم لأجل القدم الكريمة التي شرف هذا المثال الكريم بوطئها له، وهذا القدر كاف وما ذكره المعترض لا يكاد يخطر بالبال إلا بالإخطار، ولا يحضر إلا بتكلف الإحضار، ومعاني الشعراء إنما هي أزهار وأنوار تختطف وتقتطف، ويحتمل مع ذلك أيضًا معنى آخر سائغًا حسنًا، وهو أن يكون أطلق على المثال نفسه قدمًا لملازمته القدم الكريمة، وهو إطلاق شائع ذائع متعارف مجازًا وعُرفًا، وعلى المعترض درك في قوله لمشاركته في هذا الجنس القدمي الذي قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - بعض أشخاصه وهو أن الشخص لا يوجد إلا بتوسط النوع فيطالب بالنوع لتعامله بذكر الجنس والشخص والله المرشد للصواب. اهـ كلام ابن رشيد نقلًا عن فتح المتعال ٢٢٠ - ٢٢٢. (١) يعتبر كلام فتح المتعال للمقري أوفى كتاب جامع لما قيل في هذا الموضوع، وانظر أزهار الرياض ٣/ ٢٢٤ وما بعدها.