للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بنُ محمد الحَجريُّ. ويحمِلُ بالإجازةِ العامّة عن جماعةِ كبيرة منهم: أبو جعفر بنُ عبد الرّحمن بن مَضَاء، وأبو مَرْوانَ عبدُ الرحمن بن محمد بن قُزْمان، وأبوا طاهر: الخُشُوعيُّ والسِّلَفي، وأبو الفَضْل الغَزْنَويُّ في آخَرِين.

رَوى عنه أبوا بكر: ابنُ أحمدَ بن سيِّد الناس وابنُ أحمدَ بن خليل، وأبو الحَجّاج بن محمد بن لُقْمان، وأبوا عبد الله: ابنُ الأبار وابنُ صالح الشاطِبيُّ ببِجَايةَ، وأبوا العبّاس: ابنُ عثمانَ بن عَجْلان وابنُ يوسُفَ بن فَرْتُون، وأبو عُبَيدةَ محمدُ بن محمد بن عامر بن فَرْقَد، وأبو محمد بن قاسم الحَرّار، والحَسَنُ بن عبد الرّحمن بن عُذْرةَ، وحدثنا عنه من شيوخِنا أبو بكر بنُ (١) يَرْبُوع، وأبَو الحَسَن (٢) ابنُ الصائغ، وأبو محمد عبدُ الله مَوْلى أبي عثمانَ سَعيد بن حَكَم، ومن أصحابِنا: أبو مَرْوانَ (٣) ابنُ الكَمّاد المُكتِب.

وكان سَرِيّاً فاضلاً، من بيتِ خَيْر ودين ونَباهة، راوِيةً مُسنِدًا، ثقةً فيما يحدِّثُ به، صحيحَ السَّماع صَدُوقًا. عُمِّر طويلًا وأسَنَّ حتى كان آخرَ الرُّواةِ بالسَّماع عن أكثرِ الأكابر من شيوخِه المسَمَّيْنَ، ممَتَّعًا بحَواسِّه صحيحَ الجسم إلى مُنتهَى عُمُرِه، وكان يُبصِرُ أدقَّ الخطوطِ من غير تكلُّف معَ فَرْطِ الكَبْرة، وكان يَذكُرُ سببًا لذلك أنه رَمدت عينُه وقتًا رَمَدًا شديدًا اختَلَّ منه ضَوْءُ بصَرِه، فرأى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في منامِه وكأنّه شكا إليه ذلك، فكأنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أشار بشيءٍ إلى عَيْنِه فبَرئت عَيْنُه ولم ترمَدْ بعدُ ولا عَرَضَ لها ألمٌ ببرَكة الرُّؤيا الكريمة النَّبَويّة إلى أن توفِّي رحمه الله.

مَوْلدُه بإشبيلِيَةَ لليلتَيْنِ بقِيَتا من رجَبِ ستينَ وخمس مئة، وخرَجَ منها بخروج أهلِها عند تغلُّب الرُّوم عليها في رمضانِ ست وأربعينَ وست مئة، وأجازَ البحرَ إلى سَبْتةَ وأقام بها قليلًا، وفَصلَ عنها إلى بِجَايةَ سنةَ سبع وأربعينَ


(١) بعد هذا بياض في النسختين.
(٢) كذلك.
(٣) كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>