للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وممن سمّاهم في عِداد أصحابِه بمدينة فاسَ: أبو الحُسَين يحيى بن أبي القاسم عبد الرّحمن بن أبي عبد الله المَزْدغيّ، وقد وَصَفَه بالخطيب الفاضل ونقَل عنه ما ذكَرْناه قبلُ، وَلِي الخَطابة بالقَرَويّين سنة ٦٩٤ هـ، وجمع بينَها وبين الإمامة بعد هذا التاريخ بقليل، وظلّ على ذلك إلى وفاته سنة ٧٢٦ هـ (١).

ومن أصحابه الفاسيِّين: أبو سعيد محمدٌ المومنانيُّ الحفيد، ذكره في ترجمة محمد المومنانيِّ الجَدّ، وكتَبَ من إملائه نَسَبَ المومنانيِّين مرفوعًا إلى الحَسَنُ بن عليّ بن أبي طالب، وكأنه لم يكنْ مطمئنًّا إلى ما أملاه على صاحبه المؤرِّخ المعنيِّ برفع الإنساب وتحقيقها، قال ابن عبد الملك: "ووَعَدني بتحقيقه ولم يُقضَ بذلك حتى فَصَلتُ عن فاس". ولعلّ هذا الأمرَ كان خلال مرورِه بفاسَ سنة ٦٩٩ هـ في وِجهته إلى تِلِمْسانَ قاصدًا محلّةَ السلطان (٢).

وفي الأخير نجدُه ينقُل عن شخص لعلّه من أهل تِلِمْسانَ، هذه المدينة التي زارها ابن عبد الملك أكثَر من مرّة على ما يبدو وكانت منيّتُه في أرضها، فقد ذكَرَ في ترجمة أبي بكر بن عُفَير الإشبيليِّ النَّبِيل الذي احتَرف الوعظَ وسلَكَ فيه طريقة شيخه ابن الجوزيّ ما نصّه: "أخبرني التأريخيُّ أبو سعيد عثمانُ بن ... المعروف بابن خرزوزة، قال: حضَرتُ بعضَ مجالسِه الوعظية بتِلِمْسينَ وقد ذكر للحاضرينَ أنه يريدُ التزوّج أو التّسرّي، والتمَسَ منهم كفايتَهم إياه النظرَ في ذلك، ثم أنشد:

وقلتَ يا ربّ: حمَلْناكمُ ... لمّا طغى الماءُ على الجاريهْ

عبدُك هذا قد طَغَى ماؤهُ ... فاحمِلْه يا ربِّ على الجاريهْ! " (٣)


(١) الذيل والتكملة ٨/الترجمة ١٤٨.
(٢) المصدر نفسه ٨/الترجمة ١٣٦.
(٣) المصدر نفسه ٦/الترجمة ٩٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>