للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن تصانيفه: [....] (١) في تعين ليلة القَدْر، و"النّجَم من كلام سيد العَرَب والعَجَم"، و"الكوكب الدُّري" ضاهى بها "الشّهاب" لأبي عبد الله القُضَاعي، و"الغُرَر من كلام سَيّد البَشَر"، و"ضياء الأولياء" وهو في أسفار عدة، ومُعَشَّرات زُهْدية، وفُصول زُهْدية على حروف المعجم نَظْمًا ونثرًا على طريقة "مَلْقى السَّبيل" للمَعَرِّي، وقد سَمَّى منها في إجازته للقاضي أبي بكر بَيْبَش نحو خمسة عشر تأليفًا.

ومن نَظْمِهِ وافتتحَهُ بصَدْرِ أول بيت من قِطْعةٍ للحافظ أبي الوليد عبد الله بن يوسُف ابن الفَرَضي رحمه الله، وهي هذه [الطويل]:

أسيرُ الخَطَايا عندَ بابِكَ واقف ... على وجَلٍ ممّا به أنت عارِفُ

يخافُ ذُنوبًا لم يغب عنك غيبها ... ويرجوكَ فيها فهو راجٍ وخائفُ

ومن ذا الذي يُرْجَى سواك ويُتَّقى ... وما لكَ في فَصْل القضاءِ مُخالفُ

فيا سيّدي لا تُخْزِني في صَحِيفتي ... إذا نُشِرَت يوم الحسابِ الصَّحائفُ

وكُن مؤْنسي في ظُلْمةِ القَبْر عندما ... يصد ذوُو وُدّي ويَجْفُو الموالفُ

ليِّن ضاقَ عنّي عفوك الواسع الذي ... أُرَجِّي لإسرافي فانيْ لَتالفُ (٢)

وحدّثني الحافظُ الرَّاويةُ أبو عليّ الحَسَن بن أبي الحَسَن الماقريُّ، رحمه الله، قراءةً مني عليه برِباط أسفي، حماه الله، قال: حدّثني الفقيه أبو الحَسَن بن أحمد ابن أبي قُوّة، عن أبيه أنّه سَمِعَ رجُلًا ينشدُ هذه الأبيات فأخبرَ بها أبا العبّاس الأُقليشي الفاضل وكان صاحبه فقارنَهُ بقوله:

أسيرُ الخَطايا عندَ بابِكَ واقفُ ... له عن طريقِ الحَق قلبٌ مخُالفُ

قَديمًا عَمىَ عَمْدًا وجَهْلًا وغرّةً ... ولم ينهه قلبٌ من الله خائفُ

يزيد سنوه وهو يزْداد ضلةً ... فها هو في ليل الضَّلالة عاكفُ


(١) بياض في النسختين.
(٢) هذا البيت الأخير ليس في م.

<<  <  ج: ص:  >  >>