للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عن السَّبتيِّينَ: مالك ابن المُرحَّل -وهو آخر من حَمَلَ عنه "الموطّإ" وساق المسَلسَل في ذلك- وابن رُشيد والتُّجيبي. كما أننا لا نعرفُ صِلتَه بمطماطيٍّ آخَرَ عَدّه ابنُ عبد الملك من شيوخِه ولكنْ لم يَذكُر اسمَه كاملًا، وإنّما قال فيه: "وأبو القاسم المِطْماطيّ" كما سبَق.

وما كنّا لنعرفَ هذا الرجُل وبرنامَجَ مشيختِه، ومنهم ابن عبد الملك، لولا ما وَصَل إلينا من أوراق ابن الحاجّ النُّميري التي سجّل فيها يوميّاتِه ومذكّراتِه أثناء تنقّله في المغرب مع "محَلّة" السلطان أبي عنان. وقد ترجَم ابن القاضي لواحد من هؤلاء المطماطيِّينَ السّلاوِّيين، وهو أبو الحَسَنُ عليّ بن أحمد بن إبراهيم المطماطيُّ الفقيه الأستاذ الذي كان حيًّا سنة ٧٩٢ هـ (١)، وهو متأخِّر في الطبقة عن صاحبِنا المذكور.

وثمة تلميذ آخرُ لابن عبد الملك مجهولُ الاسم معَ الأسف! ولم نستطع التعرفَ عليه الآنَ، ولا نعرفُ من خبره إلا ما جاء في أول النُّسخة المخطوطة من كتاب "المختار الجامع بين المنتقى والاستذكار" لمحمد بن عبد الحق اليَفْرَنيِّ النَّدْروميِّ، المحفوظةِ بخزانة القَرَويِّين، وهذا نصُّ كلامه: "يقول كاتبُ أصله: سألت شيخيَ الفقيهَ الأجلّ قاضيَ الجماعة العَدْل، العالِمَ العَلَم، الفذَّ القُدوةَ المقدَّم، أَبا عبد الله محمدًا ابنَ الشّيخ الأجلّ الفقيه الصالح المقدّس المرحوم محمد ابن عبد الملك الأنصاريِّ بداره من مدينة أغماتِ وريكة في سابع ذي قَعْدةٍ من عام اثنين وسبع ئة عن اسم مؤلّف هذا الكتاب فقال: هو محمد بن عبد الحقّ" (٢)،

ثم ذكر الترجمة التي نَجدُها في السِّفر الثامن من "الذّيل والتكملة". ويبدو من

هذه الكتابة أنّ صاحبَها يستعمل السَّجعَ ويُعنَى بتسجيل التواريخ مما ينبئ عن

ضَبْطه، ويبدو أَيضًا، من صيغة تحليتِه لابن عبد الملك ووالده، أنه كان قريبًا من


(١) درة الحجال ٣/ ٢٧ وانظر في المطماطي تلميذ ابن عبد الملك فهرسة السَّرَّاج (ترجمة ابن رضوان وترجمة يحيى بن حجاج).
(٢) فهرس مخطوطات القرويين ١/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>