للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتَبَ إليه أبو القاسم المذكورُ مودِّعًا حين عزَمَ على الرَّحيل عن حضرتِه بقصيدةٍ مطلَعُها [الطويل]:

* ألا في سبيلِ الله أستودعُ العُلا *

يقولُ فيها:

سلامٌ وإنْ كان الوداعُ حقيقةً ... ولكنْ أُوَرِّي بالسلام تعَلُّلا

وَدِدتُ وحُلوُ العَيْش أشهى لُبَانةً ... لوَ أني بمُرِّ العَيْش أَفْدي التَرحُّلا

فراجَعَه بقصيدةٍ أوّلُها [الطويل]:

عزيزٌ علينا أن نُقيمَ وتَرْحَلا ... ونختَطَّ شِقَّ الشَّوق بعدَكَ منزِلا

وليس ببَيْنٍ ما جَرى عن مَودّةٍ ... ألا إنّما البَيْنُ الذي جَرَّه القِلى

ومن شعرِ الرئيس أبي عثمانَ، سوى ما ذُكِر، يُحضُّ على الكرَم، وهُو من الأشعار السُّلطانيّة (١) [مجزوء الكامل]:

لا تمنَعِ المعروفَ يو ... مًا مُعْرِضًا ومُعَرِّضا

فكلاهما من حقِّهِ ... فيه لهُ أنْ يُفرَضا

هذا تَنَزَّهَ فاستحَقَّ ... على نَزاهتِه الرِّضا

والآخرُ استحيى من ... التّصريح فيه فعَرَّضا

هذا الذي ما زلتُ أفعـ ... ـل أو أقولُ مُحَرِّضا

مَوْلدُه في نحوِ الثُّلثُ الأوّل من الساعة الثانية من ليلة السّبت السادسةِ من جُمادى الآخِرة سنةَ إحدى وست مئة.

وتوفِّي رحمه اللهُ آخِرَ الساعة الرابعة من يوم السّبت لثلاثٍ بقِينَ من رمضانِ ثمانينَ وست مئة.


(١) اختصار القدح المعلى (٢٨ - ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>