للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمّا توفِّي (ابن عبد الملك) جَرى على ابنه المسمى تحامُلٌ في متروكه لتبعةٍ تسلَّطت على نَشَبه أدّته إلى الجلاء عن وطنه، فاستقرّ بمالَقة، وأقام بها زمانًا لا يَهتدي لمكان فضلِه إَلّا من عثَر عليه جُزافًا، وأ ينتقل عن حالته من الحِشْمة والانقباض والعكوف على النظر في العلوم إلى أن توفِّي في ذي القَعْدة من عام ٧٤٣" (١).

وذَكَرَ ابنُ الخَطيب، الذي ترجَم له في "الإحاطة" -لأنه سَكَن غَرناطة مدّة- و"عائد الصِّلة"، و"ريْحانة الكتّاب" أنه: "جرت عليه جِرايةٌ تبلَّغ بها، وارتفع بسببها، رعيًا لأبيه، وبيتِه النَّبيه"، وأورد له قطعةً "خاطب بها السّلطانَ يستعديه على مَن مَطَله من العمّال، وعَذّر عليه واجبَه من الطعام والمال". وله شعر يمدَحُ فيه ابنَ الخَطيب، وكان هذا يدعوه شيخَه، وقد حدّد هو وابنُ حَجَر كيفيّة وفاته، فذكرا أنه خرَج مجاهدًا متطوّعًا مع المسلمين في جيش مالَقة، ففُقد أو قُتل في وقعة كانت بينَهم وبين النّصارى (٢)، وهكذا أبى هذا المغرِبيُّ إلا أن يموت شهيدًا، وكأنه فاز بالشهادة مرتين.

وكان لابن عبد الملك أولادٌ آخَرون غير محمد وأَحمد، وهو يتحدّث عنهم بالجَمْع بدون تحديد أحيانًا والتحديدِ أحيانًا أخرى، فقد ذَكَر في ترجمة ابن الزُّبير أنه بعَث إليه ببرنامَج رواياته محمّلًا له ولبنيه إياه، وقال بعد ذلك في الترجمة نفسها: "وكتب إليّ وإلى بَنيّ بإجازةِ ما رواه وألّفه مطلقًا" (٣).

وفي ترجمة ابن الغمّاز يقول: "وكتَبَ إليّ وإلى بَنيَّ الخمسةِ من تونُس" (٤).

أمّا أولادُه الثلاثةُ الآخَرون فلا نعرِفُ عنهم شيئًا.


(١) المرقبة العليا ١٣٢، والإحاطة ٢/ ٥٢٧.
(٢) الإحاطة ٢/ ٥٢٨.
(٣) الذيل والتكملة ١/الترجمة ٣١.
(٤) المصدر نفسه ١/الترجمة ٦٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>