للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو عبد الله بن خليل القَيْسيّ، وأبو العبّاس محمدُ بن يزيدَ الطائيُّ، وأبو الفَضْل عِيَاض، وآباءُ محمد: حنون بن عبد العزيز بن حَكَم وابنُ فايز وابن محمد الزُّهَيْريُّ والقاسمُ بن دَحْمانَ ومحمدُ بن مَسْعود بن خَليفة.

وكان نَحْويًّا ماهِرًا، أديبًا بارِعًا؛ يَقرِضُ الشِّعرَ وُينشئُ الرسائلَ، وله آراء في النَّحو انفردَ بها لا يَعتقِدُ الصّوابَ في غيرِها، وكُتُبه الموضوعةُ فيه مشحونةٌ بتلك الآراءِ والمذاهبِ التي خالَفَ فيها جُمهورَ النَّحْويِّين، وعلى الجُملة، فكان مُبرِّزًا في علوم اللِّسان نَحْوَا ولُغةَ وأدبًا لولا ارتكابُه شواذَّ تلك الآراء؛ فمِن مُثْنٍ عليه بالإمامةِ والتقَدُّم في الصِّناعة، كأبي بكرٍ ابن سَمْحون، فإنه كان يَغْلو في الثّناءِ عليه ويقول: ما يجوزُ على الصّراط أعرفُ منه بالنَّحو، ومن غامزٍ يُجهِّلُه وَينسُبُه إلى الإعجاب بنفسِه والافتتانِ برأيِه في مُخالفتِه مَآخذَ النَّحويِّين، كأبي الحَسَن ابن خَرُوف، فإنه أَتْبَعَ شرحَه "كتاب سِيبوَيْه" التعقُّبَ عليه في مقدِّماتِه على "كتاب سِيبوَيْه" وتنبيهاتِه على"إيضاح" الفارِسيِّ، وجعَلَ ذلك من مُهمّاتِ النظَر في تبيينِ أغراضِ سِيبوَيْه، وقد كان يوصَفُ في عصرِه بحِفظِه وجَوْدة القيام عليه، أعني "كتابَ سِيبَوْيه"، وله مجموع في النَّحو مختصَر سمّاه "الترشيح" يكونُ على قَدْر النِّصف من"جُمَل" الزَّجّاجي، و"مقالةٌ في الاسم والمسَمَّى"، إلى غيرِ ذلك من مصنَّفاتِه.

وكانت بينَه وبينَ الأستاذِ أبي الحَسَن الحُصْري مُخاطَباتٌ (١) نالَ كلُّ واحدٍ منهما فيها من صاحبِه؛ وتجوَّل كثيرًا في بلادِ الأندَلُس مُعلِّمًا بها ما كان عندَه.

أنشَدتُ على شيخِنا أبي الحَسَن الرُّعَيْنيِّ رحمه الله، ونقَلتُه من خطِّه، قال (٢): أنشَدنا، يعني أَبا بكرٍ محمدَ بن عليّ بن يوسُف بن عليّ بن مُطَرِّف المالَقيَّ، قال: أنشَدَني أبي لأبي الحُسَين ابن الطَّرَاوةِ في أهل مالَقةَ وقد خَرَجوا


(١) انظر بعضها في "أخبار وتراجم أندلسية" (٦٣) عن السلفي.
(٢) انظر معجم شيوخه (١٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>