للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنه لا يقدر على أن يمنعهم ممّا هم فيه من البلاء، قال لهم: "لو خرجتم إِلى أرض الحبشة، فإِن بها ملكاً لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق، حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه" فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى أرض الحبشة، مخافة الفتنة، وفراراً إِلى الله بدينهم، فكانت أول هجرة كانت في الإِسلام!

ويروي أحمد عن ابن مسعود قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلى النجاشي ونحن نحو من ثمانين رجلاً، قال في المواهب اللدنية: ثم أذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه في الهجرة إِلى الحبشة، وذلك في رجب سنة خمس من النبوة" (١).

وهذا موافق لقول ابن إسحاق من أن وقوع الهجرة الأولى قبل المقاطعة وذلك خلافاً لموسى بن عقبة! (٢).

السابقون إلى الإِسلام:

ومعلوم أن السابقين إلى الإِسلام من الأوّلين، لم يكونوا كلّهم ولا أكثرهم من الضعفاء والأرقّاء والفقراء، وحواشي بيوتات مكّة، وأتباعها الملتقطين فتات موائدها -كما شُهر ذلك على ألسنة وأقلام السطحيّين من الباحثين- بل كانوا في كثرتهم الكاثرة من صميم أبناء بيوت قريش وبطونها، وعِلْيَة شبابها! (٣)

وهم معروفون بأسمائهم وأنسابهم، وبيوتهم وقبائلهم، فما شُهر من أن


(١) فتح الباري: ٧: ١٨٨، والفتح الرباني: ٢٠: ٢٢٥.
(٢) انظر: ابن هشام: ١: ٤٣٠، وابن كثير: البداية: ٣: ٧٤.
(٣) محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ٢: ٥ وما بعدها بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>