للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال القرطبي في (المفهم): لا يلتفت لإنكار الشقّ ليلة الإسراء، لأنّ رواته ثقاة مشاهير! (١)

الشبهة الخامسة وردّها:

تتعلّق بأمكنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد أفصح بأنّه لم يضبط منازلهم، (٢) فقد جاء في رواية شريك: (فوعيت منهم إدريس في الثانية، وهارون في الرابعة، وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، وإبراهيم في السادسة، وموسى في السابعة، بفضل كلام الله).

بينما رواية قتادة وغيرها -كما سبق- تذكر في السماء الأولى آدم، وفي الثانية عيسى ويحيى، وفي الثالثة يوسف، وفي الرابعة إدريس، وفي الخامسة هارون، وفي السادسة موسى، وفي السابعة إبراهيم!

قلت: لم ينفرد شريك أيضًا في هذا، فقد سبق أن ذكرنا ما رواه الشيخان وغيرهما عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: كان أبو ذرّ يحدّث أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فرج سقف بيني، وأنا بمكة، فنزل جبريل ففرج صدري .. " إلى أن قال: قال أنس: فذكر أنه وجد في السماوات آدم، وإدريس، وموسى، وعيسى، وإبراهيم، صلوات الله عليهم، ولم يثبت كيف منازلهم، غير أنه وجد آدم في السماء الدنيا، وإبراهيم في السماء السادسة .. الحديث!


(١) فتح الباري ٧: ٢٠٤ - ٢٠٥، وانظر: شرح المواهب اللدنيَّة: ٦: ٢٥.
(٢) انظر: فتح الباري: ١٣: ٤٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>