اقتضت حكمة الله أن تطلع شمس الهداية التي تبدد الظلام، وتملأ الدنيا نوراً وهداية، من أفق جزيرة العرب!
والجزيرة من حيث الاسم -كما نرى- مضافة إلى العرب لا غير، ويطلق عليها (جزيرة العرب)، و (أرض العرب)، و (بلاد العرب)، و (ديار العرب)، ويقال الآن (الجزيرة العربيّة)، و (شبه جزيرة العرب)، و (شبه الجزيرة العربيّة)(١)!
ونذكر خصائصها فيما يلي:
[١ - البيت الحرام]
أول ما يطالعنا من خصائص الجزيرة: البيت الحرام، قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (٩٦) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا} [آل عمران]!
وهنا نبصر تقرير أن البيت الحرام أول بيت وضع في الأرض للعبادة وخصص لها، وجعله الله مباركاً وهدى للعالمين، يجدون عنده الهدى، وفيه آيات بيّنات على أنه مقام إبراهيم، وأنه مثابة الأمن لكل خائف، وليس هذا لمكان آخر في الأرض!
(١) انظر حدودها في: خصائص جريرة العرب: الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد: ١٥ وما بعدها، دار ابن الجوزي، السعودية، ط. أولى ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م.