للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكيم مُحْكم، يتابع سيره في نشر دعوته، وتبليغ رسالته، وخرجت معه زوجه الوفيّة خديجة إلى بيتها تتابع سيرها في الحياة زوجة أمينة، مستظلة بظل الوفاء وصادق الإيمان!

[موت خديجة وتسليم الله عليها وتبشيرها]

ولكنها رضي الله عنها لم تلبث إلا قليلاً بعد الخروج من الحصار حتى لبّت نداء ربّها راضية مرضيّة، وسبق أن ذكرنا الأقوال في تاريخ وفاتها!

يروي الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله!، هذه خديجة قد أتت ومعها إِناء فيه إِدام، أو طعام، أو شراب، فإِذا هي أتَتْك، فاقرأْ عليها السلامَ من ربّها ومِنِّي، وبشِّرها ببيت في الجنة، من قصب، لا صَخَب فيه ولا نصب". (١)

قال ابن حجر: قوله (٢) "فاقرأ عليها السلام من ربّها ومنّي" زاد الطبراني: (هو السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام)، والنسائي من حديث أنس قال: (قال جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إِن الله يقرئ خديجة السلام) يعني فأخبرها (فقالت: إِن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته)، زاد ابن السنّي من وجه آخر: (وعلى من سمع السلام، إِلا الشيطان).


(١) البخاري: ٦٣، مناقب الأنصار: (٣٨٢٠)، وانظر (٧٤٩٧)، ومسلم (٢٤٣٢)، وأحمد: ٢: ٢٣١، والفضائل (١٥٨٨)، والحاكم: ٣: ١٨٥، وقال: على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وهذا وهم منه، وابن أبي شيبة: ١٢: ١٣٣، والبغوي (٣٩٥٣)، والنسائي: الكبرى (٨٣٥٨)، وأبو يعلى (٦٠٨٩)، وابن حبان (٧٠٠٩).
(٢) فتح الباري: ٧: ١٣٩ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>