للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٣٧ - رواية في الميزان]

وقد روى ابن سعد في ذكر نزول الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن محمد ابن عمر (الواقدي) بإسناده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك وهو بأجياد، إذ رأى ملكاً واضعاً إِحدى رجليه على الأخرى في أفق السماء يصيح: يا محمد: أنا جبريل، يا محمد، أنا جبريل، فذُعر رسول الله -صلى الله عليه وسلم - من ذلك، وجعل يراه كلما رفع رأسه إِلى السماء، فرجع سريعاً إِلى خديجة، فأخبرها خبره، وقال: يا خديجة، والله! ما أبغضت بُغض هذه الأصنام شيئاً قط، ولا الكهّان، وإني لأخشى أن أكون كاهناً، قالت: كلا يا ابن عم لا تقل ذلك، فإِن الله لا يفعل ذلك بك أبداً، إِنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وإِن خلقك لكريم، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل، وهي أول مرة أتته، فأخبرته ما أخبرها به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال ورقة: والله! إِن ابن عمك لصادق، وإِن هذا لبدء نبوة، وإِنه ليأتيه الناموس الأكبر، فمريه أن لا يجعل في نفسه إِلا خيراً" (١)!

قال البخاري: الواقدي مديني سكن بغداد، متروك الحديث، تركه أحمد، وابن نمير، وابن المبارك، وإسماعيل بن زكريا!

وقال في موضع آخر: كذّبه أحمد!

وقال معاوية بن صالح: قال لي أحمد بن حنبل: هو كذّاب (٢)!


(١) الطبقات الكبرى: ١: ١٩٤ - ١٩٥.
(٢) تهذيب الكمال: ٢٦: ١٨٠ - ١٩٤ (٥٥٠١)، وانظر: المغني في الضعفاء: ٢: ٦١٩ (٥٨٦١)، وتهذيب التهذيب: ٩: ٣٦٣ - ٣٦٨ (٦٠٤)، والتقريب: ٢: ١٩٤، والميزان (٧٩٩٣)، وسير أعلام النبلاء: ٩: ٤٥٤ - ٤٦٩ (١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>