ألا وليعلم المقلّون أنهم هم المكثرون، المقلّون تحرّياً للحلال الطيّب في مكاسبهم؛ فإن أكلوا منه أكلوا هنيئاً مريئاً، وإن أنفقوا منه تقبّل منهم وضوعف لهم، وإن تركوه لذريّتهمِ تولى الله حفظه لهم:{وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ}(الكهف: ٨٢)!
وأخيراً، إن دعوا ربهم كانوا أحرياء أن يستجاب لهم: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (٢٧)} (المائدة).
[أهداف الكسب]
ونجد أنفسنا أمام أهداف الكسب بعد أن طهرت الأداة، وأصلحت الوسيلة، حيث يجب أن نطهّر الباعث ونصحّح النيّة، وننظّم الأسلوب، ونهذّب الخطّة، على الوجه الذي يرضاه الله!
ومن ثم يجب أن نسائل أنفسنا: ماذا نبغي من وراء هذا الكسب؟
ذلك أن للكسب بواعث شتّى، وأغراضاً متفاوتة، تردي صاحبها وتوبقه، ونيّة تنجي صاحبها وتعتقه، ونيّة تنجيه وترفعه إلى أعلى عليّين!
وهكذا ترى الناس -على حسب نياتهم- في درجات ثلاث: فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات!
أتريد مثالاً من النية الفاجرة المردية؟ ما عليك إلا أن تفتح عينيك لترى!
فهذه فئة من الناس، إنما تطلب المال لتطغى به على العباد، ولتنشر به في الأرض الفساد!