للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالثة: أنه كان يتمثل له الملك رجلاً، فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقوله له، وفي هذه المرحلة كان يراه الصحابة أحياناً، فقد روى مسلم وغيره من حديث طويل أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لعمر رضي الله عنه في آخر الحديث: " .. يا عمر! أتدري من السائل؟ "قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإِنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" (١)!

الرابعة: أنه كان يأتيه مثل صلصلة الجرس، وكان أشده عليه، فيتلبّس به الملك، حتى إن جبينه ليتفصّد عرقاً في اليوم الشديد البرد، وحتى إن راحلته لتبرك إلى الأرض إذا كان راكبها، ولقد جاءه الوحي مرة كذلك، وفخذه على فخذ زيد بن ثابت، فثقلت عليه حتى كادت ترضّها!

يروي الشيخان وغيرهما عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أن الحارث ابن هشام رضي الله عنه، سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده عليّ، فيفصم عنّي وقد وعيت عنه ما قال، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول"!

قالت عائشة رضي الله عنها: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه، وإِن جبينه ليتفصّد عرقاً (٢)!


(١) مسلم: ١: الإيمان (٨)، وأحمد: ١: ٢٧، ٥١ - ٥٢، ٥٣؛ وأبو داود (٤٦٩٥)، والترمذي (٢٦١٠)، والنسائي: ٨: ٩٧؛ وابن ماجه (٦٣)؛ والطيالسي: ٢٤ وابن حبان: "الإحسان (١٦٨، ١٧٣)، وابن منده في الإيمان (١، ٢، ٣، ٤، ٥، ٦، ٧، ٨، ٩، ١٠، ١١، ١٢، ١٣، ١٨٥، ١٨٦)، والبغوي في شرح السنة (٢).
(٢) البخاري: ١ - بدء الوحي (٢)، واللفظ له، و ٥٩ - بدء الوحي (٣٢١٥)، وخلق أفعال العباد: ١٣٦ - ١٣٧ (٤٢١)، ومسلم (٢٣٣٣)، والترمذي (٣٦٣٤، ٣٦٣٨)، والموطأ: =

<<  <  ج: ص:  >  >>