لاستجابة البعض منهم، فهم إكرامًا لوجود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم يمهلون، والطريق أمامهم لاتقاء عذاب الاستئصال مفتوح!
وبعد الهجرة إلى المدينة -كما سيأتي- أذن الله للمسلمين أن يدفعوا عن أنفسهم وعن عقيدتهم اعتداء المعتدين، بعد أن بلغ أقصاه، وليحقّقوا لأنفسهم ولغيرهم حريّة العقيدة، وحريّة العبادة في ظل دين الله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (٣٩) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠)} [الحج: ٣٩، ٤٠]!
والصوامع أماكن العبادة للرهبان، والبيع للنصارى عامّة وهي أوسع من الصوامع، والصلوات أماكن العبادة لليهود، والمساجد للمسلمين!
هكذا في جلاء ووضوح، نبصر أماكن العبادة للرهبان، والنصارى، واليهود، والمسلمين!
[سلام عالمي]
وهنا نبصر السلام في الإِسلام عالميًّا لا يعدّ القتال غاية لذاته، ولا يأذن به إلا للضرورة التي لا بدّ منها .. مع مراعاة الآداب الإِسلاميّة التي يتفرّد بها هذا (الدّين القيّم)!
ولنا بعون الله وتوفيقه حديث خاص في هذه الدراسات عن معالم تلك الآداب!