للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخرة لهم عذاب السعير، المحيط بهم من جميع الجهات، جزاء فسادهم وإفسادهم .. تحصرهم فلا يفلت منهم أحد، وتتّسع لهم فلا يندّ عنها أحد!

أشهر أقول المفسِّرين:

هذا، مع أنه لم يصح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حديث في بيان المراد بالعباد الذين سلّطهم الحق تبارك وتعالى علي بني إسرائيل في مرتيّ هذا الإفساد!

ومع أن إفساد بني إسرائيل قد حدث كثيراً، بحيث لا يُحصى ولا يُعدّ -كما أسلفنا- وأن المقصود من الآيات التي معنا إنما هو إظهار مرّتين حدث فيهما الإفساد منهم .. وأن نفس الآيات تدل على أن التسليط عليهم مستمرّ إلى يوم القيامة، بسبب كفرهم وفسوقهم: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا}!

{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ}!

ومع أن أقوال المؤرخين والمفسّرين قد اختلفت في المقصود من مرّتي إفسادهم، وفيمن سلّطه الله عليهم، على حسب ما يتراءى لكل قائل فيما حدث من بني إسرائيل من فساد، وما تبعه من عقوبات!

ومع أن المقصود من سياق الآيات إنما هو بيان سنّة من سنن الله في الأمم، حال صلاحها وفسادها .. وأن القرآن -كما سبق- قد ساق هذا المعنى بأحكم عبارة!

يقول ابن كثير بعد أن ذكر هذه الأقوال وعلّق عليها: (١)

وفيما قصَّ الله علينا في كتابه غنية عما سواه من بقيّة الكتب قبله، ولم


(١) تفسير ابن كثير: ٣: ٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>