يحوجنا الله ولا رسوله إليهم، وقد أخبر الله عنهم أنهم لما طغوا وبغوا سلّط الله عليهم عدوّهم، فاستباح بيضتهم، وسلك خلال بيوتهم، وأذلّهم وقهرهم، جزاء وفاقاً، وما ربك بظلاّم للعبيد، فإنهم كانوا قد تمرّدوا وقتلوا خلقاً من الأنبياء والعلماء!
ويروي ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
قال: بعث الله عليهم في المرّة الأولى جالوت، فجاس خلال ديارهم، وضرب عليهم الخراج والذّلّ، فسألوا الله تعالى أن يبعث لهم ملكاً يقاتلون في سبيل الله، فبعث الله (طالوت) فنصر الله بني إسرائيل، وقتل جالوت بيد داود، ورجع إلى بني إسرائيل ملكهم، فلمّا أفسدوا بعث الله عليهم في المرة الآخرة (بخت نصر) فخرب المساجد وتبّر ما علوا تتبيراً، قال الله تعالى بعد الأولى والآخرة:{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا}
قال: فعادوا فسلّط الله عليهم المؤمنين (١)!
وفي رواية لهما -أيضاً- عن قتادة قال:
أما المرّة الأولى فسلّط عليهم (جالوت)، حتى بعث (طالوت) ومعه (داود)، ثم ردّ الكرّة لبني إسرائيل: {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (٦)}
(١) بنو إسرائيل في القرآن والسنة: ٢: ٣٦٢ وما بعدها، نقلاً عن: الدر المنثور: ٤: ١٦٣، انظر: تفسير الطبري: ١٥: ٢٨.