للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في صميمها تتسق مع مولد عيسى، ومنحة الوجود والحياة على غير مثال إلا مثال آدم عليه السلام!

{وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٤٩)} (آل عمران)!

وإذا كان الله قادراً أن يجري هذه المعجزات على يد واحد من خلقه، فهو قادر على خلق ذلك الواحد من غير مثال .. ولا حاجة إذن لكل الشبهات والأساطير التي نشأت عن هذا المولد الخاص متى ردّ الأمر إلى مشيئة الله الطليقة! (١)

وهكذا كانت آيات الأنبياء والرسل قبل رسالة خاتم النبيين محمَّد - صلى الله عليه وسلم - حسّيّة ومادّيّة؛ لأن مدارك الإنسان وقوى تفكيره كانت مجذوبةً إلى الأرض، بقوّة التماسك العنصري في ترابط ذرّات الكون!

رسالة عقليّة علميّة خالدة:

وحين بلغت النبوّة مداها في التآخي مع العقل الإنساني -وهو قوّة لا سلطان للمادّة عليها- وقد بلغ العقل رشده واستوى تفكيره، أرسل الله تعالى محمداً - صلى الله عليه وسلم - برسالة كاملة المعالم في أصول العقائد والتعبّدات،


(١) انظر: في ظلال القرآن: ١: ٣٩٧ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>