وتفرض منهجيّة البحث أن أذكر معالم المنهج الصحيح للدراسة -كما أرى - فيما يلي:
[١ - في رحاب القرآن الكريم]
سبق أن ذكرنا أن القرآن الكريم هو المصدر الأول في دراسة السيرة النبويّة، وذكرنا بعض الآيات في ذلك، ومن ثم نجد أنفسنا في أشد الحاجة إلى عرض الآيات المتعلقة بحوادث السيرة ووقائعها، وتنزيلها على حسب الوقائع والحوادث، والإفادة منها!
وحسبنا أن نشير إلى كتاب (سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -: صور مقتبسة من القرآن الكريم) للأستاذ محمد عزة دروزة - رحمه الله - انطلاقاً من أن القرآن الكريم هو أصدق الكتب قاطبة، وهو أوعاها وأحفظها لما مرّ بالبشريّة من أحقاب وحوادث، خلّدها هذا الكتاب الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)} [فصلت]، وهو خير مصور لشخصيّة الرسول - صلى الله عليه وسلم - , وليس هناك أبرّ ولا أصدق، ولا أوفى بالكلام منه؛ لأنه يشف عما كان في الشخصيّة النبويّة الكريمة من قوى ومواهب، جعلت صاحبها - صلى الله عليه وسلم - موضع التكريم والعناية الربانيّة، وأهلاً للاصطفاء بالرسالة العلويّة؛ ولأنه يطلعنا على الناحية الرائعة حقًّا من الظروف والأدوار التي تقلّبت فيها الدعوة، حتى انتهت إلى ذلك النصر العزيز، والفتح المبين (١)!
(١) انظر مقدمة سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -: صور مقتبسة من القرآن الكريم: ٥ - ٦ ط. المؤتمر العالمي الثالث للسيرة والسنة النويّة، الدوحة، محرم ١٤٠٠ هـ.