للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتلك هي القاعدة التي يقوم عليها المجتمع الإِسلامي .. المجتمع العالمي .. المجتمع الذي يحاول العقلاء من الناس في الخيال المحلّق أن يحقّقوا لونًا من ألوانه، ولكن هيهات؛ لأنهم لم يسلكوا إليه الطريق الواحد الواصل المستقيم .. الطريق إلى الله .. الدخول في الدّين القيّم .. والحياة وفق المنهج الربانيّ!

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}:

ونجد أنفسنا أمام تقرير الحريّة في (الدّين القيّم) .. تلك الحريّة التي تطلق على التحرّر من العبوديّة والاسترقاق، والخلوص من القيد، كما تطلق على الشرف وطيب الأرومة وكرم المنبت!

وهي من الحقوق التي وهبها الله عَزَّ وَجَلَّ للإنسان، كحق الحياة، والعلم، والتملّك، والكرامة!

والحريّة ليست انطلاقًا من كل قيد وراء الأهواء والشهوات .. وليست انفلاتًا من كل نظام، وخروجًا على العادات الصالحة والتقاليد القويمة!

ذلك أن حريّة الفرد لا تصان إلا حين تتقيّد ببعض القيود الضروريّة التي لا بدّ منها، لتسلم حريّات المجتمع!

وهنا يطالعنا قول الله تعالى:

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٥٦)} [البقرة: ٢٥٦]!

وقد وردت روايات في سبب النزول، أوردها الطبري وغيره (١).


(١) انظر: تفسير الطبري: ٣: ١٦ وما بعدها، وابن كثير: ١: ٣٠ وما بعدها، والنار: ٣: ٣٦ وما بعدها، والتحرير والتنوير: ٣: ٢٦ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>