أوليّات من الحقائق، يحمل عليها مثيلاتها بضرب من القياس والتشبيه، ومن هذه الحقائق تتولد القضايا العقلية المنتزعة من الوجود المشهود انتزاعاً مباشراً أو غير مباشر!
و (العقل) الإنساني في هذا الدور العجيب يجب أن يكون خاضعاً للرسالات الإلهيّة، آخذاً عنها، فهي التي تمده وترشده وتهديه، فإذا استجاب لها أمن العشار والزلل، وإذا تأبّى عليها وقع في أغلال الغرائز، وانقلب عمله إلى استجابات ماديّة تصب المعارف العليا في قوالب وثنيّة تعتمد على التشبيه والتصوير .. وتاريخُ الفلسفات والأديان مليء بالشواهد الصادقة على ذلك!
[١٠ - الدور الثاني للرسالات]
وعاشر ما يطالعنا: أن الدور الثاني للرسالات دور مؤاخاة (العقل) ومظاهرته، حتى يتغلّب على جموح الغرائز ويكفكف من حدّتها، ويطامِنَ مِنْ غرورها، ويقلل من اندفاعها، ويوجّهها وجهة صالحة، دون كبت يميتها أو انطلاق يفسدها!
ومجال هذا الدور هو الحياة الواقعيّة التي يحياها الأفراد والجماعات، وتحديد علاقة الفرد بالفرد، وعلاقة الجماعة بالجماعة، بل علاقة الفرد والجماعة بالحياة والأحياء، وتنظيم هذه العلاقات على أسس من العدل، تعطي كل ذي حق حقه، وتشيع بين الأحياء الثقة والاطمئنان والتعاطف، والتواسي والمحبّة والإخاء!
و (العقل) الإنساني في هذا الدور يجب أن يكون هو المسيطر على الغرائز