وتنمية قدراته الخاصة التي عرفها أيام الرعي صبيًّا، وتدرج في تحمل المسؤوليّة إلى أن يدير تجارة، ويصمد إزاء إغراء الذهب والفضة أميناً لا تلحق أمانته ذرة من غبار .. قديراً على الارتفاع فوق مستويات الإغراء إلى آخر لحظة!
وجاء إسهامه في القضايا الكبرى التي عاشتها مكة آنذاك -كما عرفنا- جاء متنوعاً شاملاً مغطياً شتى مساحات العمل البشري الجماعي، وكأنما أُريد له أن يجرب كل شيء، وأن يسهم عاملاً في كل اتجاه، وأن يتبنى عبر إسهامه في القضايا الكبرى شخصيّة قادرة على التصدي لكل مشكلة .. والإسهام الإيجابي الفعال في كل ما من شأنه يعين حقاً أو يقيم عدلاً، وأعرب عن بداهته المثيرة للإعجاب في حل المشكلات التي تقوم فيها المعتقدات والقيم بدور كبير، وتأتي كبرى التجارب في الحياة، وتقف السيدة التي شاء الله أن تكون سنداً قوياً في السنين الصعبة الطويلة التي تطيش معها ألباب الثائرين!
هكذا تبدو حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة .. سلسلة مترابطة الحلقات والتجارب والخبرات في شتى الجهات:
عائليّة ونفسيّة!
واقتصاديّة وحركيّة!
وسياسيّة واجتماعيّة!
ودينيّة وفكريّة!
[البعد الأخلاقي]
أما البعد الأخلاقي في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - المديدة هذه، فيتمثل واضحاً نقيًّا في انسلاخه الحاسم عن كل ممارسات الجاهليّين الباطلة، التي كانت تعج بها