ظاهرتيه من شظف العيش والتكافؤ الخلقي، حتى كأن آخر حياة شبابه منها صورة من أولها!
ولنا حديث خاص عن ذلك نفصل القول فيه بعون الله وتوفيقه!
[خصال الكمال]
وخصال الجمال والكمال في البشر -كما قال القاضي عياض- نوعان (١):
(ضروري دنيوي، اقتضته الجبلّة، وضرورة الحياة الدنيا!
ومكتسب ديني، وهو ما يحمد فاعله، ويقرّب إلى الله تعالى زلفى!
ثم هي على فئتين أيضاً:
منها ما يتخلص لأحد الوصفين!
وما يتمازج ويتداخل!
فأما الضروري المحض، فما ليس للمرء فيه اختيار، ولا اكتساب، مثل ما كان في جبلته -عليه الصلاة والسلام- من كمال خِلْقته، وجمال صورته، وقوة عقله، وصحة فهمه، وفصاحة لسانه، وقوة حَواسه وأعضائه، واعتدال حركاته، وشرف نسبه، وعزة قومه، وكرم أرضه، ويلحق به ما تدعوه ضرورة حياته إليه من غذائه ونومه، وملبسه ومسكنه، ومنكحه وماله وجاهه!
وأما المكتسبة الأخرويّة، فسائر الأخلاق العليّة، والفضائل الشرعيّة، من الدين والعلم والحلم، والصبر والشكر، والعدل والزهد، والصمت والتؤدة، والوقار والرَّحمة، وحسن الخُلق والمعاشرة وأخواتها، وهي التي جماعها حسن الخلق)!