للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وقت الإسراء والمعراج]

وأما عن الوقت فقد قال ابن حجر (١): اختلف في وقت المعراج، فقيل: كان قبل المبعث، وهو شاذ، إلا إن حُمل على أنه وقع حينئذ في المنام!

قلت: وسيأتي بيان ذلك في ردّ الشبهة الأولى في حديث شريك!

قال: وذهب الأكثر إلى أنه كان بعد المبعث، ثم اختلفوا، فقيل: قبل الهجرة بسنة، قاله ابن سعد وغيره (٢)، وبه جزم النووي، وبالغ ابن حزم فنقل الإجماع فيه، وهو مردود، فإن في ذلك اختلافًا كثيرًا يزيد على عشرة أقوال!

وسيأتي مزيد بيان في الرد على ما ذهب إليه ابن حزم في ردّ الشبهة الثانية في حديث شريك!

وقال: منها ما حكاه ابن الجوزي أنه كان قبلها بثمانية أشهر، وقيل: بستة أشهر، وحكى هذا الثاني أبو الربيع بن سالم (٣)، وحكى ابن حزم مقتضى الذي قبله؛ لأنه قال: كان في رجب سنة اثنتي عشرة من النبوّة، وقيل: بأحد عشر شهرًا، جزم به إبراهيم الحربي، حيث قال: كان في ربيع الآخر قبل الهجرة بسنة، ورجّحه ابن المنير في شرح السيرة لابن عبد البر،


(١) فتح الباري: ٧: ٢٠٣ بتصرف.
(٢) انظر الطبقات الكبرى: ١: ٢١٤، وشرح المواهب اللدنية: ١: ٣٠٧.
(٣) انظر: الآية الكبرى: ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>