للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفسرين، ووقع في كتاب أبي داود في تفسير الجوّاظ أنه الفظّ الغليظ .. ثم قال: ففيه تفسيران مرفوعان .. وقد قيل: إنه الجافي القلب .. والزنيم: الملصق بالقوم الدعي .. وكان الوليد دعيًّا في قريش وليس من سنخهم (١). وأيّاماً كان فنكاح الجاهلية فيه أشياء لا تدخل تحت ضبط اجتماعي يَضبطها، ولا تتقيّد بوضع ديني يوجهها!

- مجمع الخبائث:

وفي قوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣)} إشارة إلى أن وصف هذا الطاغية بالعتل الزنيم، بعد وصفه بما تقدم من النقائص والقبائحِ قد جمعت له مخابث الصفات ومقابحها، قال الفخر الرازي: (٢) قوله {بَعد ذَلِكَ} معناه أنه بعد ما عدّ له من المثالب والنقائص فهو عتلّ زنيم، وهذا يدل على أن هذين الوصفين، وهو كونه عتلاً زنيماً أشدّ معايبه؛ لأنه إذا كان جافياً غليظ الطبع قسا قلبه، واجترأ على كل معصية!

- المعْلَم السادس:

ثم جاء بعد هذه الأوصاف والمثالب ما يبين أن ما أوتيه هذا الطاغية من النعمِ، فكفره وجحد إحسان الله إليه فيه، وذلك قوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (١٤)} هو الوصف الذي كان مظهر طغيانه وفجوره، واغتراره بما أوتي من نعم، وكفران النعمة إذا انضم إلى كفران المنعم كان من أعظم النقم الموجبة لسخط الله وبطشه، والتي تؤدي بصاحبها فتهلكه من حيث يريد السلامة، وتذله من حيث يريد العزّة!


(١) السنخ: الأصل.
(٢) التفسير الكبير: ٣٠: ٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>