الإسراء والمعراج من أعظم الأحداث في تاريخ الإِسلام؛ إذ يتضمَّن معاني أكبر من المعاني القريبة التي تتكشَّف عن النظرة الأولى لتشمل آماداً وآفاقاً أوسع من الزمان والمكان، وتربط بين عقيدة التوحيد الكبرى من لدن إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- إلى خاتم النبيِّين محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وتربط الأماكن المقدَّسة لرسالات التوحيد جميعاً، معلنة وراثة خاتم النبيين - صلى الله عليه وسلم - لمقدّسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدّسات وارتباط رسالته بها جميعاً!
وإذا كان اليهود قد ترهَّلت نفوسهم، وأسنت ورتعت في الفسق والمجانة، واستهتروا بالقيم والمقدّسات، وولغوا في الأعراض والحرمات، وعاثوا في الأرض فساداً، فإنهم بذلك قد أخذوا بأسباب الهلاك الحتميّة ليحق القول عليهم، وتجري فيهم سنة الله، ولن تجد لسنة الله تبديلاً! فها هي أمة الإِسلام تستيقظ من جديد وتمسح عن عينيها غشاوة البعد عن منهج رسالتها، وتضع قدميها على طريق الفئة المؤمنة الأولى ليتحقق لها وعد نطق الشجر والحجر، ويعود لها تمكينها وتفرض هيبتها، وليس هذا ببعيد، بل قريب قريب!
والله أسأل: التوفيق والسداد!
والعون والرشاد!
إنه سميع مجيب!
الكويت في: غرة ربيع الآخر ١٤٣٠ هـ ٢٧ من مارس ٢٠٠٩ م
راجي عفو ربه
سعد محمَّد محمَّد الشيخ (المرصفي)
أستاذ الحديث وعلومه
كلية الشريعة والدراسات الإِسلامية جامعة الكويت. سابقاً