للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد اهتم العلماء والنحويون بها قديماً، وأكثروا فيها القول، وتعددت مذاهبهم، وقد جاءت على أقسام جمعها ابن الأنباري في باب من كتاب الوقف والابتداء له، وهي مركبة عند ثعلب من كاف التشبيه ولا النافية، قال: وإنما شددت لامها لتقوية المعنى، ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين، وعند غيره هي بسيطة، وعند سيبويه، والخليل، والمبرد، والزجاج، وأكثر البصريين: حرف معناه الردع والزجر، لا معنى لها عندهم إلا ذلك .. قالوا: وقد تكون حرف جواب بمنزلة أي ونعم (١)!

١٧ - ما يخزيك الله أبداً:

ما يُخزيك -بضم الياء وبالخاء المعجمة-: من الخزي، وهو الفضيحة والهوان!

قال النووي: وقال معمر في رواية (يُحزنك) بالحاء المهملة والنون، ويجوز فتح الياء في أوله وضمها، وكلاهما صحيح، من الحزن، حزنه وأحزنه ثلاثي ورباعي، يقال: حزنه وأحزنه: أوقعه في بلية، وأبداً منصوب على الظرف!

قال ابن حجر: ثم استدلت على ما أقسمت عليه من نفي ذلك أبداً بأمر استقرائي وصفته بأصول مكارم الأخلاق؛ لأن الإحسان إما إلى الأقارب، أو إلى الأجانب، وإما بالبدن، أو بالمال، وإما على من يستقل بأمره، أو من لا يستقل وذلك كله مجموع فيما وصفته به (٢)!


(١) عمدة القاري: ١: ٥٠، ومناهل العرفان في علوم القرآن: ١: ١٩٦ - ١٩٧، وانظر: شرح كلاّ، وبلى، ونعم: ٧: وما بعدها.
(٢) الكواكب الدراري: ١: ٣٦، ومسلم بشرح النووي: ٢: ٢٠١، وطرح التثريب: ٤: ١٩١ - ١٩٢، وفتح الباري: ١: ٢٤، وإرشاد الساري: ١: ٦٤، وشرح الزرقاني: ١: ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>