الجاهليّة الخاصة بحماية الغريب .. وإذا وُجدت قيم في مجتمعاتنا المعاصرة، مثل قوانين حقوق الإنسان، أو اللجوء السياسي، أو الحريّة الفكريّة، فلا ضير من الاستفادة منها، كما استفاد المسلمون الأوائل من مؤازرة بني هاشم لهم في حصار الشعب!
[مسيرة الدعوة]
ولما انتهى أمر هذه الصحيفة (١) الظالمة القاطعة، وأفسدها الله بتدبيره، إذ جعل فسادها على أيدي قوم من صناديدهم وغطاريفهم، وفتَّ ذلك في أعضادهم، وفرّق كلمتهم، وجلّلهم بالعار والشنار، خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورهطه، فعاشوا وخالطوا الناس، وعادت دعوة الإِسلام إلى سيرتها الأولى، يحملها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مضارب القبائل ومجتمعات الناس في المواسم والأسواق، وكان - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلى محافل العرب يسأل عن أشراف الناس وساداتهم، ويجلس إليهم يدعوهم إلى إيوائه، حتى يؤدّي رسالة ربّه، حتى قيّض الله له من ادّخرهم في أزل الغيب لنصرة دينه، والتشرّف بإيواء نبيّه - صلى الله عليه وسلم - .. أولئك أنصار الله، وأنصار رسوله وكتائب الإسلام!
(١) محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ٢: ٣٠٠ بتصرف.