ولا يزال هذا دأب الناس والقرآن، حتى يرث الله الأرض ومن عليها!
[آية الإسراء أرفع المراتب]
وقد كان فيما أوتيه نبيّنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - من الآيات الحسّيّة المادّيّة آيات جمعت أرفع مراتب التشريف، وأعلى درجات التكريم، وأبلغ منازل التعظيم، لم يعط مثلها نبيّ من الأنبياء، انفردت بنصّ قرآنيّ، أثبتها منوِّهاً بخطر قدرها، وهو نصّ صريح لا يقبل التأويل، ولا يحتمل الجدل، ذلك هو آية الإسراء، التي يقول الله تعالى في شأنها:
ومن ثمَّ كان جحود وقوع آية الإسراء، وإنكار وجودها مُخرجاً عن ملّة الإِسلام بإجماع المسلمين؛ لأنه إنكار لنصّ قرآنيّ صريح، وخرق لإجماع الأمّة إجماعاً لم يعرف له مخالف من المسلمين كافة، عامّتهم وخاصّتهم، والتأوّل في كيفيّة وقوع هذه الآية العجيبة العظيمة، وكونها وقعت بالجسد والرّوح معاً، أي بالصورة البشريّة التي يطلق عليها لفظ (عبد) كما هو اعتقاد جمهور المسلمين، من عهد الصحابة رضي الله عنهم، وإلى أن يرث