للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - مراتب الوحي]

ونجد أنفسنا أمام ضرورة الحديث عن مراتب الوحي (١)، فيما يلي:

الأولى: (الرؤيا الصالحة): سبق أن ذكرنا أن الرؤيا تقع لغير الأنبياء، وهذا معلوم، بيد أن الرؤية الواردة في الحديث مقيدة بالصالحة، وفي رواية للبخاري ومسلم (الرؤيا الصادقة) (٢)!

قال الكرماني (٣): وهما هنا بمعنى، والصالحة إما صفة موضحة للرؤيا؛ لأن غير الصالحة تسمى بالحُلم، كما ورد فيما رواه الشيخان وغيرهما عن أبي سلمة قال: سمعت أبا قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان" (٤)!

وإما مخصصة، أي الرؤيا الصالحة لا الرؤيا السيئة، أو لا الكاذبة المسماة بأضغاث الأحلام، والصلاح إما باعتبار صورتها، وإما باعتبار تعبيرها.

قال القاضي عياض: يحتمل أن يكون معنى الرؤيا الصالحة والحسنة حسن


(١) زاد المعاد: ١: ٧٨، وانظر: الروض الأنف: ١: ٢٦٩ وما بعدها، وطرح التثريب: ٤: ١٨١ - ١٨٢، وشرح الزرقاني: ١: ٢٢٥ وما بعدها.
(٢) البخاري: ٩١ - التعبير (٦٩٨٢)، ومسلم: ١ - الإيمان (١٦٠).
(٣) الكواكب الدراري: ١: ٣١.
(٤) البخاري: ٩١ - التعبير (٦٩٨٤، ٦٩٩٥، ٧٠٠٥)، ومسلم (٢٢٦١)، ومالك: ٢: ٩٥٧، وأحمد: ٥: ٣٠٣، ٣٠٥، والحميدي (٤١٩ - ٤٢٠)، والدارمي: ٢: ١٢٤، والبغوي (٣٢٧٤، ٣٢٧٥)، وابن حبان: الإحسان (٦٠٥٩)، وابن أبي شيبة: ٧: ٢٣٩، وأبو داود (٥٠٢١)، والترمذي (٢٢٧٧)، والنسائي في اليوم والليلة (٨٩٧، ٩٠٠، ٩٠١)، والكبرى كما في التحفة: ٩: ٢٧٠، وابن ماجه (٣٩٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>