الخاتمة، وفي تخصيصك بالإضافة التكريميّة مع عموم واقع التربية لكل كائن- إنما هو كتاب الخلق والإبداع، وليس ذلك سوى حقائق الوجود مسطورة في كتاب (الكون) البديع!
٢ - أوّل مراتب النبوّة:
وهنا نتصوّر أوّل مراتب النبوّة (١) في الرؤيا الصالحة الصادقة .. وكأنما كانت هي الباعث المباشر على حبّ الرسول - صلى الله عليه وسلم - للخلوة -كما أسلفنا- واعتزال ضوضاء المجتمع، والأنس بالوحدة، لاستجماع الفكر والسبح في ملكوت الله، وجلال بدائع صنعه، ولهذا جاءت بحرف الترتيب الرتبي المتعاقب في ريث ومهل:
ثم حبّب إليه الخلاء!
أي بعد اصطفائه بالنبوّة، وبدء معالمها بالرؤيا الصالحة الصادقة حبّب الله تعالى إلى نفسه الطاهرة المطهّرة الخلوة، ليتفرغّ قلبه وعقله وروحه إلى ما سيلقى إليه من أعلام النبوّة!
وقد اتخذ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من (غار حراء) مختلى له ومتعبّدًا -كما عرفنا- لينقطع عن مشاغل الحياة ومخالطة الخلق، استجماعًا لقواه الفكريّة، ومشاعره الروحيّة، وإحساساته النفسيّة، ومداركه العقلية .. تفرّغا لمناجاة مبدع الكون، وخالق الوجود؛ وتمكينًا لأنوار النبوّة من قلبه بالتأمل في مظاهر ملكوت الله!
وقد تحقّق للرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذه الخلوة من أنوار شهود جلال الله، وجمال