للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأمر الأول]

هذا التقسيم لإغواء الشيطان إلى إغواء لا يخلّ بأمر الدّين، فلا يُعصم منه الأنبياء فمن دونهم، وإغواء يخلّ بأمر الدّين، فيعصم منه الأنبياء!

فالقسم الأول يكون للشيطان فيه سلطانه المطلق الذي يعبث في العقائد والعبادات، وسائر الفضائل، يضلّ به الأنبياء فمن دونهم من خلّص المؤمنين!

والقسم الثاني هو المنفي فيه سلطان الشيطان في القرآن الكريم، وهو الذي وقع الإجماع على أن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - معصوم منه!

[الأمر الثاني]

إن الشيخ إبراهيم الكوراني في سبيل تصحيح (أكذوبة الغرانيق الباطلة) ابتدع حكمةً لوقوعها بصورتها التي حكتها الروايات الواهية الواهنة -ولا ندري- وهو العالم الذي يصفه العلاّمة الآلوسي بخاتمة المتأخّرين -كيف خفّ على نفسه ودينه اختلاقها، ورضيها على علمه ودينه لتصحيح (أكذوبة ضالة مضلة كافرة خبيثة)!

وكلام الشيخ إبراهيم الكوراني اعتمدنا في نقله ومناقشته على نقل العلاّمة المفسّر الجامع شهاب الدّين محمود الآلوسي في تفسيره (روح المعاني)؛ لأننا رأيناه يقول عنه (شيخنا)، ولكنه كان في سوق كلامه ومناقشته حرّ الكلمة منطقي الجدل، لا يمنعه توقير فضل (المشيخة) من الجهر بالحق!

قال الآلوسي (١): وذهب إلى صحة القصة -أي أكذوبة الغرانيق- خاتمة


(١) انظر: روح المعاني: ٩: ١٦٩ وما بعدها، دار الكتاب العربي.

<<  <  ج: ص:  >  >>