المتأخّرين الشيخ إبراهيم الكوراني ثم المدني، وذكر -أي الكوراني- بعد كلام طويل: أنه تحصّل من ذلك أن الحديث -أي في رواية قصة الغرانيق- أخرجه غير واحد من أهل الصحة -وهذا كذب- وأن رواته ثقات بسند سليم- وهذا تضليل - متصل عن ابن عباس، وبثلاثة أسانيد صحيحة عن ثلاثة من التابعين من أئمة التفسير، الآخذين عن الصحابة، وهم سعيد بن جبير، وأبو بكر ابن عبد الرحمن، وأبو العالية!
قال الشيخ عرجون: وهذا استدلال فاسد .. وأشار إلى روايات الأقصوصة والحديث مع الإمامين: الحافظ ابن حجر، وشيخ الإِسلام ابن تيمية .. وقال: وما نظن أن أحداً يعتقد أن طائر خاتمة المتأخرين الشيخ إبراهيم الكوراني يقع في أفق الحافظ ابن حجر، وهو المتفق على إمامته في فنون الحديث والأثر، وله فيها المؤلفات التي تقوم عليها دراسة علوم الحديث في معاهد الإِسلام وجامعاته!
وقد قال البيهقي: هذه الثقة غير ثابتة من جهة النقل، فهل يُقال هذا الكلام من إمام لا يختلف الناس في سعة علمه بالحديث وفنونه، في حديث يخرجه غير واحد من أهل الصحة، ويرويه ثقات بسند سليم متّصل؟
وإذا كان في كلمة الإِمام البيهقي إجمال، فإليك قول جهبذ المحدّثين الثاني من داء الإجمال في شفائه، القاضي عياض بن موسى اليحصبي: يكفيك في توهن هذا الحديث أنه لم يخرجه أحد من أهل الصحة، ولا رواه ثقة بسند صحيح سليم متّصل، وإنما أولع به وبحث له المفسّرون والمؤرّخون المولعون بكل غريب، المتلقّفون من الصحف كل صحيح وسقيم، أي من ضراب الكوراني!