للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجد ما سمع أسلوباً ومعاني في الهداية، وحقائق في التوحيد، وأصول الفضائل، جاء كلامه في بعض الروايات عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في معرفته بالصدق والأمانة، ومكارم الأخلاق، وبعده عن جميع ما زعمه عليه أعداؤه أعداء رسالته ودعوته من ملأ قريش موحداً لوثيق معرفة سائر قومه به!

٢٧ - نموذج للشرّ الخبيث:

وقد جعل القرآن الكريم على سنته ونهجه في تصوير الطبيعة البشريّة في جانبيها: جانبي الخير والشر، في نماذج من الأفراد والجماعات تمثّل جوانب الخير والشر، لتكون تلك النماذج مُثُلاً حبة مضروية للأجيال في كل زمان ومكان، وعصر ومصر، وجيل وقبيل، ترى فيها نفسها؛ ليكون ذلك أدعى للتأسي في الخير، وأردع عن الوقوع في حمأة الشرّ -من هذا الطاغية العنيد، الوليد بن المغيرة، نموذجاً لأخبث نوع من الشر الأثيم في طبيعة البشر، ولا سيما وهو في مكانته من زعامة قومه وبلده، فنزل فيه وفي كل من كان على شاكلته في أجيال البشريّة المتعاقبة من عناد للحق، وطغيان الكفر، وفجور الاستبداد، أينما وجد في أرض الله، نزل قول الله تعالى من سورة (المدثر) التي سبق أن عشنا في رحاب مقدمتها:

{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (١١) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (١٢) وَبَنِينَ شُهُودًا (١٣) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (١٧) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (٢٠) ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (٢٢) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (٢٣) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (٢٤) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥)} (المدثر).

<<  <  ج: ص:  >  >>