للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الكرماني بعد أن ذكر قول النووي: ويفهم منه أنه الإنجيل ليس عبرانياً، وهو المشهور (١)!

قال ابن حجر: وإنما وصفته بكتابة الإنجيل دون حفظه؛ لأن حفظ التوراة والإنجيل لم يكن متيسراً كتيسر حفظ القرآن الذي خُصت به هذه الأمة (٢)!

[٢٤ - يابن عم]

قال ابن حجر: قولهما (يا ابن عم) هذا النداء على حقيقته، ووقع في مسلم (يا عم)، وهو وهم!؛ لأنه وإن كان صحيحاً لجواز إرادة التوقير، لكن القصة لم تتعدد، ومخرجها متحد، فلا يحمل على أنها قالت ذلك مرتين، فتعيّن العمل على الحقيقة (٣)!

قلت: بل جاء في رواية للبخاري: (يا عم) (٤)، ولمسلم: (أي عم) (٥)!

وكلاهما صحيح، أما الأول: فلأنه ابن عمها حقيقة -كما سبق-، وأما الثاني: فقد قال النووي (٦): سمته عماً مجازاً للاحترام، وهذه عادة العرب في آداب خطابهم، يخاطب الصغير الكبير بـ: "يا عم" احتراماً له، ورفعاً لمرتبته، ولا يحصل هذا الغرض بقولها: (يا بن عم)!

قال العراقي (٧): فعلى هذا تكون تكلمت باللفظين!


(١) الكواكب الدراري: ١: ٣٨، وانظر: عمدة القاري: ١: ٥١ - ٥٢.
(٢) فتح الباري: ١: ٢٥.
(٣) المرجع السابق.
(٤) البخاري: ٦٥ - التفسير (٤٩٥٣).
(٥) مسلم: ١ - الإيمان (١٦٠).
(٦) مسلم بشرح النووي: ٢: ٢٠٣.
(٧) طرح التثريب: ٤: ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>