ما أنت بمستطيع إفهامه هذه الألغاز والطلاسم التي حاول بها إحداث رأي جديد، لا يدري أسبق إليه أم لا!
وهل تصوير الإسراء والمعراج بهذا التصوير إلا إشكال على عقول الكثرة من الناس، ومخاطبة لهم بما لا تبلغه عقولهم ومداركهم، وقد أُمرنا أن نحدّث الناس بما يعقلون، وأن ندع ما ينكرون، وفي الحكم الذهبية عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود - صلى الله عليه وسلم -:
(ما أنت بمحدّث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة). (١)
الحق أن الإغراب على القراء بمثل هذه الأفكار المسمومة، والآراء الشاذّة الغريبة تشكيك لهم في عقائدهم الصحيحة، وتسميم لعقولهم، وانحراف بهم عن فطرتهم السليمة، والحق أبلج لا يحتاج إلى تكلّف، وتعمّل وتفلسف، من غير داع:
{وَمَا أَنَا مِنَ المُتَكَلِّفِينَ (٨٦)} (ص)!
كما أنه أثر من آثار مجاراة المستشرقين ومتابعتهم في أفكارهم!
[طريق الكفاح في مسير الدعوة]
ومعلوم أن آية الإسراء والمعراج من أعجب ما أوتي الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وتسليماته، رسمت في إطارها الإعجازي طريق مسير الرسالة في تشريعها، وتطبيق أحكامها، بما شاهد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
(١) صحيح مسلم: المقدمة: ٣: باب النهي عن كل ما سمع.