للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بشارات النبوّة

[تمهيد]

قال الماوردي (١): (إن لله تعالى عوناً على أوامره، وإغناء عن نواهيه، فكان أنبياء الله تعالى معانين على تأسيس النبوّة بما تقدّمه من بشائرها، وتُبديه من أعلامها وشعائرها, ليكون السابق مبشّراً ونذيراً، واللاحق مصدّقاً وظهيراً، فتدوم بهم طاعة الخلق، وينتظم بهم استمرار الحق، وقد تقدّمت بشائر من سلف من الأنبياء بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، مما هو حجة على أممهم، ومعجزة تدل على صدقه عند غيرهم، بما أطلعه تعالى على غيبه، ليكون عوناً للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وحثاً على القبول)!

ثم سرد الماوردي البشائر من نصوص كتبهم:

وجاء في (منية الأذكياء في قصص الأنبياء) ما نصه (٢)!

(إن نبينا - عليه الصلاة والسلام - قد بشرت به الأنبياء السالفون، وشهدوا بصدق نبوّته، ووصفوه وصفاً رفع كل احتمال، حيث صرّحت باسمه وبلده، وجنسه وحليته وأطواره وسمته، غير أن أهل الكتاب حذفوا اسمه -يعني من نسخهم الأخيرة- إلا أن ذلك لم يجدهم نفعاً، لبقاء الصفات التي اتفق عليها المؤرخون من كل جنس وملّة، وهي أظهر دلالة من الاسم على المسمّى، إذ قد يشترك اثنان في اسم، ويمتنع اشتراك اثنين في جميع الأوصاف، لكن من أمد غير بعيد قد شرعوا في تحريف بعض الصفات، ليبعد صدقها على النبي - عليه


(١) أعلام النبوة: ١٢٩.
(٢) تفسير القاسمي: ٧: ٢٨٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>