وإن الإنسان ليقف متململًا أمام هذه الصورة (١) الفظيعة لتلك الفترة الأليمة في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأمام تلك الآلام العميقة اللاذعة لعائشة -رضي الله عنها- وهي فتاة في تلك السنّ المليئة بالحساسية المرهفة، والرفرفة الشفيفة!
فها هي عائشة الطيّبة الطاهرة .. ها هي ذي في براءتها ووضاءة ضميرها، ونظافة تصوّراتها .. ها هي ذي ترمى في أعزّ ما تعتزّ به .. ترمى في شرفها، وهي ابنة الصدّيق الناشئة في البيت الطاهر الرفيع، وترمى في أمانتها .. وترمى في وفائها، وهي الحبيبة المدللة من ذلك القلب الكبير .. الناشئة في حجر الإِسلام، من أول يوم تفتّحت عيناها فيه على الحياة .. وهي زوج رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!
ويا لله! وهي تفاجأ بالنبأ .. ويا لله! لها ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وأبو بكر - رضي الله عنه - .. وعندما تصل الآلام إلى ذروتها يتنزّل القرآن الكريم ببراءة بيت النبوّة الطيّب الرفيع، ويكشف الذين حاكوا هذا الإفك، ويرسم الطريق المستقيم للجماعة المسلمة في مواجهة مثل هذا الشأن العظيم!