كثر الكلام حول حديث شريك -كما أسلفنا- وأثيرت شبهات كثيرة!
وإليك الحديث:
قال البخاري: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثني سليمان، عن شريك بن عبد الله أنه قال: سمعت ابن مالك يقول:
ليلة أسري برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مسجد الكعبة، أنه جاءه ثلاثة نفر قبل أن يُوحى إليه، وهو نائم في المسجد الحرام، فقال أوّلهم: أيّهم هو؟ فقال أوسطهم: هو خيرهم، فقال أحدهم: خذوا خيرهم، فكانت تلك الليلة، فلم يرهم حتى أتوه ليلة أخرى، فيما يرى قلبه، وتنام عينه، ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم، ولا تنام قلوبهم، فلم يكلموه حتى احتملوه، فوضعوه عند بئر زمز، فتولاه منهم جبريل، فشقّ جبريل ما بين نحره إلى لبّته، (١) حتى فرغ من صدره وجوفه، فغسله من ماء زمزم بيده، حتى أنقى جوفه، ثم أتى
(١) لَبّته -بفتح اللام وتشديد الموحّدة- وهي موضع القلادة من الصدر، وقال الداوودي: (إلى لبّته) أي إلى عانته؛ لأنّ اللبة العانة، وقال ابن التّين: وهو الأشبه، وفيه الرد على من أنكر شقّ الصّدر، وعدد الإسراء: عمدة القاري: ٢٥: ١٧١.