للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتفاصح، وانتجاعاً لجو البادية صحة، وانطلاقاً مع مظاهر الطبيعة في الأرض والسماء (١)!

وكانت المرضعات يردن مكة في المواسم تطلباً للرضع الذين يؤملن فيهم جِدَة وسعة من العطاء، وكان في قبائل العرب وبيوتاتهم بيوت وقبائل عرفت بخصب الدر، ونقاء الجو، وصفاء الطبيعة، وفصاحة اللهجة، ونصاعة البيان، ونقاء المربي، منهم بنو سعد بن بكر، من قبيلة هوازن المعروفة بتعربها وفصاحتها، فأقبلن على غيره، وأعرضن عنه؛ لأنه يتيم، وكن يرتجين وسيع المطايا، وغامر المنح من آباء الأطفال، وكان في نساء بني سعد حليمة بنت عبد الله بن الحارث!

ورضاع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بني سعد من قبل حليمة السعديّة ثابت من طرق سيأتي ذكرها!

وقد ثبت في صحيح مسلم وغيره - كما سبق في ردنا على الدكتور هيكل في موقفه من حديث شق الصدر- أن ذلك قد وقع للرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو صغير مسترضع في بادية بني سعد!

[موقف عجيب]

بيد أن الشيخ (محمد أبو زهرة) -رحمه الله- ذكر ما رواه مسلم وغيره عن أنس بن مالك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبريل عليه السلام، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء


(١) محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ١: ١٣١ أو ما بعدها بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>