كالصلصلة بالنسبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فشبهه عمر بدويّ النحل بالنسبة إلى السامعين، وشبهه هو بصلصلة الجرس بالنسبة إلى مقامه!
وأما النفث في الروع، فيحتمل أنه يرجع إلى إحدى الحالتين، فإذا أتاه الملك في مثل صلصلة الجرس نفث حينئذ في روعه!
وأما الإلهام، فلم يقع السؤال عنه؛ لأن السوال وقع في صفة الوحي الذي يأتي بحامل، وكذلك التكليم ليلة الإسراء!
وأما الرؤية الصالحة، فقال ابن بطال: لا ترد؛ لأن السؤال وقع عما ينفرد به عن الناس؛ لأن الرؤيا قد يشركه فيها غيره!
والرؤيا الصادقة وإن كانت جزءاً من النبوة فهي باعتبار صدقها لا غير، وإلا لساغ لصاحبها أن يسمى نبياً، وليس كذلك!
ويحتمل أن يكون السؤال وقع عما في اليقظة، أو لكون حال المنام لا يخفى
= ابن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن يونس بن سليم، عن يونس بن يزيد، عن الزهري هذا الحديث، قال أبو عيسى: ومن سمع من عبد الرزاق قديماً فإنهم إنما يذكرون فيه عن يونس بن يزيد، وبعضهم لا يذكر فيه عن يونس بن يزيد، ومن ذكر فيه يونس بن يزيد فهو أصح، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد، وربما لم يذكره، وإذا لم يذكر فيه يونس فهو مرسل، قال الشيخ أحمد شاكر: ولم يقل غير هذا، فالظاهر أن نسبة ابن كثير للترمذي سهو منه، وأنه كلام النسائي، انظر: تحقيق أحمد شاكر، والمستدرك: ١: ٣٣٣ فقد رواه الحاكم بإسنادين: أحدهما عن طريق المسند، وصححه، ووافقه الذهبي، قلت: وفي المستدرك: ٢: ٣٩٢ تعقبه الذهبي بقوله: قلت: سئل عبد الرزاق عن شيخه ذا، فقال: أظنه لا شيء، قال الألباني: وفي الميزان أقر النسائي على قوله: هذا حديث منكر، وتوثيق ابن حبان لابن سليم هذا مما لا يعتد به، لا سيما وتلميذه عبد الرزاق أدرى به من ابن حبان: فقه السيرة: ٩١.