الدعوة إلى الله، وتبليغ رسالاته، بما كان فيها من شدائد ومحن وتمحيص لعزائم أهل الإيمان!
[دروس للدعاة]
ونبصر عبر التاريخ أنه لا يخلو زمان ولا مكان من أهل المروءة، وعلى الدعاة أن يسعوا دائماً إلى الاهتمام بمن يتوسّم فيهم هذه الخصلة للاستفادة منهم في أوقات الشدائد والمحن! (١)
ونبصر أعداء الله في كل زمان ومكان وجيل وقبيل وعصر ومصر يلجؤون إلى استخدام سلاح محاربة الدعاة في أرزاقهم، ليستكينوا ويرجعوا عما يدعون إليه، وهو أسلوب يتّفق عليه المشركون والمنافقون عبر التاريخ .. ولو كان الدعاة إلى الله موظّفين أو عاملين في دولة تخالفهم فيما يدعون إليه، للجأت تلك الدولة إلى فصلهم من أعمالهم، كوسيلة من وسائل الحرب التي تتخذها ضدّهم، ولكن الوسيلة المتاحة في ذلك الوقت في هذا الميدان كانت المقاطعة بتلك الكيفيّة التي وقفنا عليها .. وعلى الدعاة أن يعوا هذه الحقيقة بأبعادها المختلفة!
ونبصر فيما أصاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من ابتلاءات، وما أصاب أصحابه رضي الله عنهم -كما أسلفنا -عزاء لكل مؤمن فيما يصيبه في هذه الحياة من بلاء ومصائب!
ونبصر -أيضاً- أنه لا تخلو جاهليّة من الجاهليّات القديمة أو الحديثة من قيم يمكن الاستفادة منها، فقد ضحّى بنو هاشم تضحيات كبيرة في سبيل قيمهم
(١) السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية: ٣٢١ بتصرف.